السبت، 25 فبراير 2017

عن كتاب : نغبة الظمآن لأبي حيان الأندلسي.


لا يسعك إلا أن تشكر هؤلاء الذين يهتمون بتحقيق تراث علماء الأمة والعناية به وإخراجه من عالم المخطوطات الى عالم المطبوعات، فليس ذلك بالأمر السهل، إذ يحتاج لجهد عظيم، وبحث طويل، وصبر وبذل..
ومن المؤلفات التي تُنشر لأول مرة، كتاب: "نُغبة الظمآن من فوائد أبي حيان" لأبي حيان الأندلسي، العالم الإمام النحوي المقرئ المفسر، المشهور المعروف، صاحب "البحر المحيطّ" رحمه الله تعالى، اعتنى بتحقيقه: الشيخ الأستاذ سيدي خالد السباعي جزاه الله خيرا، ونشرته سنة 1436هـ/2015م دار الحديث الكتانية.
وقد قدم الشيخ المحقق للكتاب بمقدمة مهمة في أزيد من 60 صفحة، مما ذكره فيها:
ان هذا الجزء النفيس لابي حيان كان من النوادر التي تزخر بها خزانة الشيخ سيدي عبد الحي الكتاني رحمه الله ضمن مجموع جلبه من بيروت عام 1351هـ، وأن المؤرخ عبد الله الجراري ذكر في "رحلته الربيعية لفاس" أنه رآه في خزانته..
ثم أتى بترجمة لأبي حيان اقتطفها من كتاب "أعيان العصر" للامام الصفدي، وهي طويلة، أثارني فيها كثرة شيوخه، ونعته بأمير المؤمنين في النحو، وأنه خدم علم النحو مدة تقارب الثمانين، وما ذكره عن ميله لأشعار العشق والشجاعة وعدم تأثير أشعار الكرم عليه ! وأنه كان يفتخر بالبُخل كما يفتخر غيره بالكرم ! وأنه كان يعيب على مشتري الكتب ! وما أعجب ما وصفه به الامام الصفدي في الاستدعاء الذي كتبه إليه، وما أغرب جواب شيخه الأندلسي عليه..
ثم ذَكَر المحقق بعض مصادر ترجمة هذا الامام، وما فيها من الفوائد، وعرّف بالكتاب ومضمونه، واهتمام العلماء بأخذه عنه، وتاريخ تأليفه، وكتب التاريخ والطبقات وغيرها التي استفادت منه أو رفعت إسناده اليه..
وأما مضمون الكتاب فهو انتقاء لبعض مرويات المؤلف، من أحاديث يرويها بإسناده، وأشعار وقصائد له أو لأندلسيين، وأقوال في الجرح والتعديل، وغير ذلك، منها ما رواه (ص101) عن أبي محمد علي بن أحمد اليزيدي الحافظ أنه قال: ( ما أضر على العلوم وأهلها من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون ويقدّرون أنهم يصلحون).
وفي تعليقات الأستاذ السباعي الهامشية على الكتاب أيضا فوائد وتعريفات وتنبيهات جميلة، كقوله (ص86) نقلا عن الوادي آشي أن عبدالله بن محمد بن هارون الطائي اختلط آخر عمره فهو مما يُستدرك على كتاب "الاغتباط" لسبط ابن العجمي وكتاب "الكواكب النيرات" لابن الكيال، ونقله عن نسخة لمعجم المؤلف في مِلك شيخه نظام اليعقوبي البحريني، ذكر فيها أنه سمى بنتا له بنضار للمرة الثانية بعد وفاته ابنته التي رثاها بكتابه "النضار في المسلاة عن نضار"..

عدد صفحات الكتاب: 139.