الاثنين، 25 سبتمبر 2017

كتاب "ومضات من أرض الكنانة" للشيخ يحيى الفيفي



أهداني الشيخ المقرئ المسند المُدرس سيدي يحيى بن محمد الفيفي السعودي ـ جزاه الله خيرا ـ كتابه : "ومضات من أرض الكنانة، كلمات في الدفاع عن كتاب الله المعجز"، المطبوع سنة 1426هـ/2005م، وعدد صفحاته: 206، ضم فيه مقالات عن القرآن الكريم مما نُشر بين سنتي 1350هـ و1372هـ في مجلات مصرية كـ: "مجلة الاسلام"، و"مجلة كنوز الفرقان"، و"مجلة الأزهر"، و"مجلة المقطم"، و"مجلة نور الاسلام"، فاستمتعتُ بقراءته، واستفدتُ منه الكثير مما كنت أجهله، وهكذا يكون حظ الجاهل القليل الاطلاع ـ مثلي ـ، كلما حَمَل كتابا جديدا ينظر فيه، إلا ورجع منه بفوائد كثيرة لمْ يكن يَدريها، يفرح بها ويرتقي بمعرفتها.

بعض تلك المقالات قصيرة في صفحتين، وأخرى طويلة تستحق أن تطبع كرسالة مفردة، كمقال الشيخ محمد شاكر المعنون: "في ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأعجمية"، يقع في 20 صفحة (1)، وكذا مقال الشيخ محمد الخضر حسين المعنون: "كتاب يهذي في تأويل القرآن المجيد"، هو أيضا عدد صفحاته 20 صفحة.

وإن جَمْع تلك المقالات ـ التي موضوعها القرآن الكريم ـ في كتاب واحد، لفكرة حسنة، يُغبط عليها جامعها، يجد ـ إن شاء الله تعالى ـ أجْرها وبركتها غدا يوم الحشر، خصوصا وأنها مِن نِتاج يراع سادة هم من رجالات العلم وشيوخ الأزهر ببلاد مصر في القرن الهجري المنصرم، تُظهر غيرتهم على كتاب الله أنْ يُشكك فيه مُشكك، أو يُحذف من المناهج الدراسية، أو يُغيّر رَسمه، أو يُغير ترتيب سوره..

وحين تقرأ مقالة: "تقرير عن كتاب الفرقان" للجنة من العلماء، وهي مقالة حول كتاب "الفرقان لابن الخطيب" لمؤلفه محمد محمد عبد اللطيف أفندي، تعجب أنْ يكون هذا الأخير زعم في كتابه هذا أنّ: ( ما في القرآن من القصص ما هو إلا تمثيل وخيال لا حقيقة له ) ! وهل يقول بهذا الكلام عاقل ؟ !

كما تعجب حين تقرأ مقال: "تعقيب على مقال"، أن يكون أحد أعضاء جماعة كبار العلماء، وهو الشيخ حامد محيسن، يُنكر تسمّع الشياطين الذي ذكره الله سبحانه في سورة الحجر وسورة الصافات وسورة الجن ! ويُنكر أيضا أن تكون النجوم ترجم الشياطين الذين تسترق السمع ! ويؤول ما في كتاب الله عن ذلك ! وينكر نزول القرآن للجن..! !

بعض المقالات تحدثتْ عن علم التجويد ومصدره، وأخرى عن رسم المصحف، وأخرى عن بلاغة القرآن والرد على من زعم أن عبارته ليست في الدرجة العليا من البلاغة، وأخرى عن حكم ترجمة القرآن إلى اللغات الأخرى، وأخرى في التحفيز على حفظه وتدريسه، وأخرى في ثبوت القراءات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخر في حكم التغني بالقرآن وقراءته بالألحان، وأخرى فيما ينبغي أن يكون عليه القراء، وأخرى في الرد على بعض من زعم اختلاف وتعارض بعض آياته، أوْ أوّل آيات في كتاب الله تأويلا بعيدا، فيؤوّل الجن بالزعماء المستكبرين ! وينكر وجود الشياطين ويقول ان ( ابليس اسم لكل مستكبر على الحق ) ! ويؤول الملائكة بـ ( رسل النظام والسنن في الكون  ! !(..

قرظ الكتاب فضيلة الشيخ المقرئ سيدي محمد كريم راجح ـ حفظه الله ـ، وقدّم الشيخ يحيى الفيفي للمقالات بمقدمة مهمة قال عنها الشيخ محمد كريم راجح: ( ذكر فيها من الحجج والبراهين والانتصار لكتاب الله ما أرجو أن يثاب عليه، كما أثنى على هؤلاء الذين يدافعون عن القرآن بما يستحقونه من الثناء، وأنت تجد حين تقرأ مقدمته أن الغيرة على القرآن الكريم تنبع من ثنايا ألفاظه، حتى ليكاد يلامس بها لا سمعك فقط بل قلبك، لذلك أسأل الله أن يشكر له عمله ).
(اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا.. (
-----------------------------------
(1)
ذكر صاحب الكتاب أن هذه المقالة نُشرت في رسالة مستقلة.