الثلاثاء، 11 أكتوبر 2022

كتاب المولد السعيد للعلامة إدريس بن المختار التاشفيني

 


صَنَّف في مَولد النبي صلى الله عليه وسلم جماعة كبيرة من العلماء والمحدثين والصوفية من مختلف البلدان الإسلامية، وقد أحصى العلامة الكبير الشيخ سيدي عبد الحي الكتاني في كتابه "التآليف المولدية" 125 عنوانا في هذا الباب، وأحصى الدكتور صلاح الدين المنجد الدمشقي في كتابه "معجم ما ألف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " 160 عنوانا !

ومَن يقرأ هذه المُصنفات يزداد محبة للنبي الأكرم سيدنا مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ففيها يَدري عُلو قدره وسُمُو مكانته عند ربه جل جلاله، ويعلم ما حَصل عند ولادته عليه الصلاة والسلام من الآيات الباهرات، كما يجد فيها نسبه، وصفته، وشمائله، ومعجزاته الساطعات..

وقد صارت هذه المُؤلفات تُقرأ خاصة في ذكرى مولده عليه الصلاة والسلام، كما تُقرأ في غيرها من المناسبات الدينية،

وتجد من المُحبين مَن يعتني بجمعها، ومنهم مَن يحرص على روايتها، وبعضهم يَحفظها !

وكان الشيخ الفقيه الناظر الصوفي سيدي محَمد بن مُحمد الحجوجي الجديدي رحمه الله تعالى، أهداني في بيته مَولد والده المُعَنون: "بلوغ القصد والمرام بقراءة مولد خير الأنام"، وسَمعتُ من بعض الناس أنَّه يحفظه، فكنتُ أتعجب من ذلك وأستغربه !

حتى حَضرتُ سنة 2014م أربعينية ابنته السيدة نجيبة، التي توفيت هي وزوجها في حادثة سير أليمة، فرأيته تلا هذا المولد أمام الناس كاملا من حفظه، دون الحاجة للنظر في الكتاب ! فصدقتُ حينها ما قيل.

ومن المؤلفات المولدية التي فاتَ الدكتور صلاح الدين المنجد ذِكرها في كتابه السابق ضمن المصنفات في هذا الباب: كتاب العلامة الفقيه الصوفي، الشيخ الرباني، سيدي إدريس بن المختار التاشفيني الفاسي ثم الجديدي، المُعنون: "المولد السعيد في ميلاد الرسول الشفيع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم"،

وهو كتاب طُبع في حياته بالدار البيضاء، لطيف في حجمه، صاغه بأسلوبه الجميل، في 31 صفحة،

افتتحه بكلمات في العقيدة مما يجب على كل مسلم معرفته، ثم مَر للحديث عن فضل النبي عليه الصلاة والسلام وبيان ما أكرمه الله تعالى به من الفضائل والخصائص والمميزات، وما يجب على أمته تجاهه مِنَ التعظيم والبر والتوقير،

كما تحدث فيه عن طهارة نسبه، وذَكر خبر ولادته، ونشأته، وأحواله، وشمائله، وعلامات محبته..

وخَتمه بالدعاء والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم بقصيدة بديعة لشاعر دكالة، الأستاذ الأديب سيدي سعيد التاشفيني، نظمها بمناسبة المولد الشريف، فكانت خير إضافة وأحسن خاتمة للكتاب.

وقد تبركتُ بقراءة صفحة منه على ابن المُصنف: الشيخ الجليل، الولي الصالح، الأستاذ الفقيه النحوي، سيدي الحسن بن إدريس التاشفيني، وهو من الرجال المباركين الذين سعدتُ برؤيتهم واغتبطت جدا بالاجتماع بهم..

وكانت ابنته الأستاذة سُكينة بنت الحسن التاشفيني قد أهدت إليَّ ـ جزاها الله خيرا ـ عدة نسخ من هذا المولد اللطيف الماتع، أهديتُها بدوري لمشايخ كرام وعلماء أجلة مغاربة ومشارقة، فمثلهم مَن يعرف قيمة مثل هذا الكتاب..

ومثل هذه الكتب التي تُذَكرنا بأعظم نعمة أنعمها الله تعالى علينا، تحتاج أن تكون في بيت كل محب له عليه الصلاة والسلام، وإنها لجميلة، ممتعة، مفيدة.. فاحرص على أن يكون بعضها عندك في خزانتك.

رحم الله الشيخ الجليل سيدي الحَسن، ووالده العلامة الكبير الشيخ سيدي إدريس الذي صنف هذا التأليف، رحمة واسعة.