الأربعاء، 22 مايو 2024

شرح سورة القدر للشيخ الفقيه الرباني سيدي محمد الميموني الطنجي التجاني


 

مِنَ المُصنفات في شرح سورة القَدْر، هذا الكتاب الذي صنفه الشيخ الفقيه الخطيب الرباني سيدي محمد الميموني الطنجي التجاني رحمه الله تعالى، ألفه سنة 1398هـ، وطُبع بطنجة سنة 2005، وعدد صفحاته: 59.

وقد تَحدث فيه عن أغراض هذه السورة، وخصائصها، وعلاماتها، وسبب نزولها، ومعنى الروح، وأقسام الوحي، ولِمَ سُميت هذه الليلة بليلة القدر، وأقوال العلماء في تعيينها،

وذَكرَ فيه عدة أحاديث، في الأعمال التي إذا عمل بها المُسْلم، غَفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهي أعمال قد صنف في جمعها غير واحد من الأئمة..

كما في الكتاب فوائد عديدة أخرى متعلقة بهذه الليلة المباركة.

ومما قال فيه (ص 9): ( والاعتصام بالكتاب هو التمسك بما فيه، والعمل بمقتضاه، وترك الخروج عن سننه وهديه، وتنزيله المكانة التي تليق به، ومن عجائب الزمان، أننا نرى أناسا لم يُعِيروا أي اهتمام لكتاب ربهم، ولم يُعظموه كما يجب عليهم، فتَرى بعضهم يضع المصحف على الأرض وهو لا يدري ما في ذلك من الاحتقار والإهانة لكتاب الله عز وجل الذي هو كلام الله المقدس وخطابه الموجه إلى خلقه مباشرة، عِلما بأن الواحد منهم لو كانت عنده رسالة لأحد عُمال المَلك فضلا عن الملك نفسه، لصانها وعَظّمها، وحرَص كل الحِرص على صَونها من التلف والضياع، أما لو كانت عنده رسالة من السلطان نفسه، فإنه يجود بعينيه ونفسه من أجلها، ويَضن بكل غال ونفيس من أجل الحفاظ عليها، ولا يسمح أن تضيع منه بأي حال من الأحوال، بل تجده يحافظ عليها مُحافظة الشيخ على ماله زمن العُسرة، فالله الله أيها المسلمون اتقوا الله وعظموا كتاب ربكم، فإنه لا إيمان لمن لا يحافظ على كتاب ربه..).

وقد كان الشيخ الجليل سيدي محمد الميموني جمع هذا الكتاب وصنفه، استجابة لطلب بعض إخوانه من أبناء الطريقة، وإلحاحه عليه في إحدى ليالي القدر أنْ يُحدثهم عن هذه الليلة، ويُبين لهم فَضلها وما ورد فيها..

فلما تكرر الطلب عليه في السنوات التالية، وضع هذه الرسالة، وصارت عادته بعد ذلك أن يسردها ويقرأها عليهم في تلك الليلة العظيمة المباركة، إما في بيته أو في الزاوية.

فرحمة الله على هذا الرجل الجميل الشيخ الفقيه سيدي محمد الميموني وجزاه خير الجزاء على ما ألّف وعلّم.