الجمعة، 3 يناير 2025

وصول الأماني بأصول التهاني للإمام السيوطي


 

من مؤلفات الإمام المجدد الحافظ جلال الدين السّيُوطي اللطيفة النافعة المفيدة، وكل مؤلفاته مفيدة، هذا الكتاب الجميل المُعنون : "وصول الأماني بأصول التهاني"، طُبع ببيروت سنة 1988م، بتحقيق الأستاذ مصطفى عبد القادر عطا، وكنتُ اشتريته بالرباط سنة 2003م.

ويَذكر الأستاذ أحمد الشرقاوي إقبال المراكشي رحمه الله في كتابه عن مكتبة السيوطي (ص 382)، أن كتابه هذا طُبع في الهند، كما طبع ضمن الحاوي للفتاوي.

ورأيتُ الدكتور بديع السيد اللحام في كتابه عن السيوطي (ص 264) يذكر أنه قام ( بتحقيقه على ثلاث نسخ خطية، وصدر عن دار البيروتي بدمشق).

قال الإمام السيوطي في أوله : ( الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد، فقد طال السؤال عن ما اعتاده الناس من التهنئة بالعيد والعام والشهر والولايات، ونحو ذلك، هل له أصل في السنة؟ فجمعتُ هذا الجزء في ذلك).

وختمه بقوله : ( فائدة: قال القمولي في "الجواهر": لم أر لأصحابنا كلاما في التهنئة بالعيدين والأشهر كما يفعله الناس، ورأيتُ فيما نقل من فوائد الشيخ زكي الدين عبد العظيم المنذري أن الحافظ أبا الحسن المقدسي سُئل عن التهنئة في أوائل الشهور والسنين أهو بدعة أم لا؟ فأجاب بأن الناس لم يزالوا مختلفين في ذلك، قال: والذي أراه أنه مُباح ليس بسُنة ولا بِدعة. انتهى. ونقله الشرف الغزي في شرح المنهاج ولم يزد عليه).

وفيه تقرأ عن الصحابة يُهنئون النبي صلى الله عليه وسلم حين نَزل عليه قوله تعالى في سورة الفتح: { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } والحديث في الصحيحين،

وتهنئة أسامة بن زيد له عليه الصلاة والسلام حين عَلم أن الله تعالى أكرمه في الجنة بنهر الكَوثر،

وتهنئة سيدنا عمر الفاروق لسيدنا علي حين قال له عليه الصلاة والسلام: مَنْ كنتُ مولاه فعَليٌّ مَولاه،

وتهنئة النبي صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك حين تاب الله تعالى عليه في كتابه الكريم،

وتهنئة مَن تعافى من المرض، ومَن وُلِد له وَلَد، ومَن قدِم مِنَ الحَجّ، ومن قدِم من الغَزْو، ومن تَزَوج، وتهنئتهم لبعضهم البعض بدخول شهر مضان، وحلول العيد، وحلول الصباح أو المساء، ولبس الثوب الجديد.

وهو كتاب يستحق أن يُقرأ على المشايخ في أوائل الأعوام، أو عند حلول الأعياد..

فهنيئا لإخواننا في سوريا ولأمتنا كُلها فِرار الطاغية المستبد بشار الأسد، وفرار جنده، وسقوط نظام حزب البعث الدموي، وخُروج الأبرياء من تلك السجون المظلمة،

وهنيئا لنا حلول شهر رَجب.

ورحمة الله على الإمام السيوطي وجزاه خير الجزاء على ما ألف من مؤلفات قيمة متنوعة مهمة.