كتاب جميل
أتحفني به مُؤلفه فضيلة الدكتور الأديب المقرئ سيدي يحيى الفيفي، تَرجم فيه
للعلامة المتفنن، شيخ قراء دمشق، كُرَيّم بن سعيد راجِح السوري حفظه الله، أعجبني
وسررتُ به، فالمترجَم من أهل القرآن، وله مواقف مشرفة البارحة واليوم، وهو كما
يقول المؤلف: ( متعدد المواهب، متشعب الفنون، على طريقة الأئمة المتقدمين، فهو المفسر
المتدبر لكلام الله، وهو الفقيه المفتي العارف بدقائق الفقه وأحوال الناس، وهو
اللغوي.. ).
وليس هذا
بأول مؤلَّف يُهديه لي الشيخ الدكتور يحيى، بل سبق وأهداني سنة 2017 كتابه
"ومضات من أرض الكنانة"، فقرأته واستفدت منه.
طُبع هذا
الكتاب سنة 1443هـ/2022م، وعدد صفحاته: 367، قَسّمه إلى قسمين:
- القسم
الأول خَصصه لسيرة الشيخ كُريّم، وعَرّف فيه بشيوخه، وذكر لنا بعض مواقفه البطولية
في الدفاع عن الدين، وبعض ما قيل فيه من الثناء، كما أورد فيه درسا كان الشيخ
كُريّم ألقاه أمام الملك الحسن الثاني رحمه الله في رمضان سنة 1395، تحت عنوان:
"الجهاد في سبيل الله"، ختمه بقوله: ( مولاي صاحب الجلالة، نضرع إلى
الله عز وجل أن يجمع الكلمة، ويرص الصف، ويكلل الجهود، ويؤلف القلوب ).
وأما
القسم الثاني، وهو الذي احتل الحيز الأكبر منه، فخصصه لديوان الشيخ كُريّم راجح،
وما كنتُ أظن أن هذا الشيخ الجليل ينظم الشعر حتى رأيتُ ذلك في هذا الكتاب، وقد
صدّر الدكتور يحيى الديوان بكلمة نقدية للعلامة المؤرخ الأديب إبراهيم التامري
الحاحي حفظه الله، قال فيها عن شِعر الشيخ: ( فأعجبتُ أيما إعجاب بضلاعة الشيخ
كُريم في شعره الرائع، من حيث الأسلوب والعبقرية، وتنوع المواضيع، وإصابة الهدف،
وقد مزج في شعره بين الأصالة والجزالة، والمعاصرة والحداثة..).
وخَتم
الدكتور يحيى كتابه هذا بصُوَر إجازات أجيز بها الشيخ كريم من مشايخه، وبعض
الشواهد التي حَصّلها في دراسته بدمشق سنوات الخمسينات والستينات، وإجازته للمؤلف،
وصُوره مع العلماء، وأخرى لعلماء ومشايخ كبار من سوريا..
جزيل
الشكر للشيخ الدكتور سيدي يحيى الفيفي على هذه الهدية القيمة الجميلة، بارك الله
في علمه وحفظه.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق