الاثنين، 17 مارس 2014

كتاب "المبشرون بالجنة" للشيخ العلامة سيدي عبد الله التليدي


من مؤلفات الشيخ المحدث سيدي عبد الله التليدي كتاب"المبشرون بالجنة"، ذكر فيه ما تحصّل عنده أنهم من المبشرين بالجنة، اعتمد في كتابتها على دواوين الحديث وكتب التفسير والسيرة والتراجم وغير ذلك.

والشيخ مسبوق في البحث في هذا الموضوع، ومِمّن ألف فيه قبله: 
- الفقيه الأديب الصوفي أحمد بن عبد الوهاب الوزير الغساني (ت 1146)، له كتاب: عوارف المنة فيمن شُهد له بالجنة.
- والعلامة المسند الرحالة سيدي أبو سالم العياشي، له:" إظهار المنة على المبشرين بالجنة". 
- والشيخ الرباني سيدي عبد الكبير الكتاني، له: "جزء في المبشرين بالجنة من الصحابة" « أوصلهم إلى نحو المائتين »، ذكر ذلك الشيخ الحافظ سيدي عبد الحي الكتاني في "فهرس الفهارس".

وقد جعل الشيخ سيدي عبد الله التليدي "المبشرون بالجنة" طبقات:
* الأولى: طبقة الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم، قال: « وهؤلاء مقطوع لهم بالجنة ».
* الثانية: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: « وهم أنواع: 1- أمهات المؤمنين نساء الرسول، ثم بناته وأولاده. 2- المبشرون في حياتهم. 3- المبشرون بعد وفاتهم، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنهم. 4- أصحاب بيعة العقبة، ثم البدريون، ثم أصحاب بيعة الرضوان. 5- عموم الصحابة والمهاجرين والأنصار وغيرهم..».
* « الثالثة: عامة الشهداء، وهم نوعان: شهداء الدنيا والآخرة (المعركة)، وشهداء الآخرة فقط.
* الرابعة: عموم المومنين.
* الخامسة: الأطفال الذين ماتوا دون الحلم، سواء أطفال المومنين أو غيرهم ».
وقد يأتي الشيخ في كتابه هذا بترجمة مُختصرة لبعض المبشرين، ويذكر النصّ الذي استند عليه، مع بيان درجة الأحاديث حسب ما حَكم به عليها حفاظ الحديث.

واحتلت البشارات المنامية حيزا مهما من الكتاب، جعلها خاتمته،
فذكر أزيد من 93 رؤيا، منها التي رآها بعض الصحابة، ومنها التي رآها أئمة الحديث أو رجال الترْبية والزهد والعرفان، وكان آخرها تلك المُبَشّرَة التي كتب بها إليه من القاهرة شيخه العلامة الحافظ سيدي أحمد بن الصديق الغماري يذكر له فيها ـ رحمه الله ـ أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه سأله أن يدعو الله له بالمغفرة، فقال له عليه الصلاة والسلام: "أنت مغفور لك، قلْ: اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق".

ومِن المبشرات التي ذكرها: رؤيا تخص الحافظ ابن تيمية رآها فيه تلميذه الحافظ ابن قيم الجوزية تدل على أنه من الفائزين. 

طُبع الكتاب بطنجة سنة 1989م، في 103 صفحة، ثم أعادت طبعه دار ابن حزم.

نسأل الله تعالى أن يَمُن علينا بدخول الجنة بلا سابق حساب أو عقاب، والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق