كمْ ممن أهمل تراث والده المكتوب فلم يهتم به،
ولا فكّر في نشره، بل تركه مهملا حتى فتتته الرطوبة وأكلته الأرَضة !
وكم منهم خلّف لهم والدهم مكتبة ضخمة، فيها رسائل فريدة، ومؤلفات مخطوطة ومطبوعة نفيسة، فباعوها جملة لأول كتبي طرق بابهم بعد وفاته، وبأبخس الأثمان !(1(
ولو علموا أنه سيأتي زمان يؤلف فيه الشيخ سيدي محمد بن عبد الله آل رشيد كتابا يذكر فيه أسماء من: "جمع فتاوي أبيه"، ومن "جمع شعر أبيه" و"كلامه" أو "مكاتباته" و"مقالاته" و"فتاويه" و"تقاريره".. لكانوا سارعوا وبادروا إلى الإهتمام بتراث آبائهم الفكري وإنتاجهم العلمي من كتب ورسائل ومقالات.. ولطبعوها بلبنان أو الأردن أو مصر أو غيرها من البلدان، لعلها تصل إلى يده، فيَذكرهم في هذا الكتاب الذي أثنى فيه على كل من بر والده من هذه الناحية.
لقد ذكر الشيخ محمد آل رشيد في كتابه هذا ـ إضافة إلى ما أشرنا إليه سابقا ـ أسماء مَن ألفوا ـ من السابقين والمعاصرين ـ في "ترجمة آبائهم"، أو "خرّجوا لهم مَشيخات"، أو "أكملوا أعمال آبائهم العلمية"، أو "شرحوا مؤلفاتهم"، أو "حشوا عليها"، أو "نظموها"، أو "اختصروها"، فجاء جامعا للكثير من الأسماء من مختلف البلدان الاسلامية.
وقدّم له بمقدمة بيّن فيها: الغرض من تأليفه إياه، وعناوين فصول الكتاب، وأتى بوصايا عديدة لآباء أوصوا بها أبناءهم، وأتى بحكايات عن آباء بروا أولاهم بخدمة مؤلفاتهم، كالامام ثابت بن حزم الاندلسي الذي أتم كتاب ولده في شرح غريب الحديث، والفقيه صالح بن محمد التمرتاشي الذي شرح ألفية ولده في النحو..
كما زين صفحاته بوضع صور لبعض أولئك الأبناء، وصور آبائهم، مع صور المؤلفات التي ألفوها..
وفي الكتاب تنبيهات وتصويبات لأخطاء وقع فيها سادة من أهل العلم، كما تجد فيه إفادات
نقلها واستفادها من أمثال: ولده القاضي الأديب سيدي نواف آل رشيد، وصديقه الدكتور سيدي محمد باذيب، وصديقه إبراهيم بن سعد الحقيل.. وغيرهم.
وأعجبني ما ذكره (ص 69) من استفادته تاريخ وفاة محمد ظافر الطرابلسي المدني المالكي (ت 1330هـ) من الباحث الدكتور سعيد طوله الذي صور له صورة شاهد قبره من تركيا وأرسلها له، فأثبت الشيخ محمد آل رشيد صورة الشاهد في الكتاب، وهذا شيء حسن جدا، يدل على أمانة الكاتب، وعلى اهتمام الدكتور سعيد طوله بإفادة أهل العلم ما يَستحق عليه الثناء والشكر، ولعلك إذا صنعتَ مثل ما صنعه الدكتور سعيد مع كُتاب من أبناء وطنك، لما اهتموا بالإشارة إلى من استفادوا منه ذلك، فما أسعد حظ الدكتور سعيد بالشيخ محمد آل رشيد.
ومن الطريف، أن شيخنا المؤلف ـ حفظه الله تعالى ـ ذكر في كتابه هذا (ص 181) ولده القاضي سيدي نواف ضمن الأبناء الذين أفردوا آباءهم بالترجمة، لكونه ألف كتابا عَنونه: "في صحبة والدي"، ذكر فيه نسبه، ومولده، وأبرز شيوخه، وبعض ما استفاد منه... وهذا يدل على تقدير الشيخ لولده، وتعظيم الابن لأبيه.
وللمغاربة النصيب الوافر من التراجم في هذا الكتاب، وأول مَن ذُكر منهم فيه: محمد بن القاضي عياض الذي أفرد والده الإمام بالترجمة بكتاب عنونه: "التعريف بالقاضي عياض".
ومن المغاربة الذين ذكرهم فيه ـ أيضا ـ: صديقه الأستاذ الكاتب سيدي رضا الله عبد الوافي ابن العلامة الأديب سيدي محمد المختار السوسي، فقد ذكره في أكثر من موضع من كتابه هذا، ما أسعدنا، خصوصا وأنّ الكثير من السوسيين وغيرهم، لا يُقدرون المجهود الذي يصنعه هذا الأستاذ في طبع مؤلفات والده العلامة ـ وهي مؤلفات لاشك جد مهمة ونافعة ـ ولا يُسمعونه ولو كلمة شكر واحدة ! بل لا يذكرون له ـ عند اللقاء بهم ـ سوى ما قد يسهى القلم فيه عند الكتابة !!
وفي هوامش الكتاب فوائد في: الأنساب، وتواريخ مولد ووفيات العلماء، وعن الكتب وما جرى لها، وغير ذلك..
وختَمه بذِكر مَن صلى إماما على أبيه بعد وفاته.
وكم منهم خلّف لهم والدهم مكتبة ضخمة، فيها رسائل فريدة، ومؤلفات مخطوطة ومطبوعة نفيسة، فباعوها جملة لأول كتبي طرق بابهم بعد وفاته، وبأبخس الأثمان !(1(
ولو علموا أنه سيأتي زمان يؤلف فيه الشيخ سيدي محمد بن عبد الله آل رشيد كتابا يذكر فيه أسماء من: "جمع فتاوي أبيه"، ومن "جمع شعر أبيه" و"كلامه" أو "مكاتباته" و"مقالاته" و"فتاويه" و"تقاريره".. لكانوا سارعوا وبادروا إلى الإهتمام بتراث آبائهم الفكري وإنتاجهم العلمي من كتب ورسائل ومقالات.. ولطبعوها بلبنان أو الأردن أو مصر أو غيرها من البلدان، لعلها تصل إلى يده، فيَذكرهم في هذا الكتاب الذي أثنى فيه على كل من بر والده من هذه الناحية.
لقد ذكر الشيخ محمد آل رشيد في كتابه هذا ـ إضافة إلى ما أشرنا إليه سابقا ـ أسماء مَن ألفوا ـ من السابقين والمعاصرين ـ في "ترجمة آبائهم"، أو "خرّجوا لهم مَشيخات"، أو "أكملوا أعمال آبائهم العلمية"، أو "شرحوا مؤلفاتهم"، أو "حشوا عليها"، أو "نظموها"، أو "اختصروها"، فجاء جامعا للكثير من الأسماء من مختلف البلدان الاسلامية.
وقدّم له بمقدمة بيّن فيها: الغرض من تأليفه إياه، وعناوين فصول الكتاب، وأتى بوصايا عديدة لآباء أوصوا بها أبناءهم، وأتى بحكايات عن آباء بروا أولاهم بخدمة مؤلفاتهم، كالامام ثابت بن حزم الاندلسي الذي أتم كتاب ولده في شرح غريب الحديث، والفقيه صالح بن محمد التمرتاشي الذي شرح ألفية ولده في النحو..
كما زين صفحاته بوضع صور لبعض أولئك الأبناء، وصور آبائهم، مع صور المؤلفات التي ألفوها..
وفي الكتاب تنبيهات وتصويبات لأخطاء وقع فيها سادة من أهل العلم، كما تجد فيه إفادات
نقلها واستفادها من أمثال: ولده القاضي الأديب سيدي نواف آل رشيد، وصديقه الدكتور سيدي محمد باذيب، وصديقه إبراهيم بن سعد الحقيل.. وغيرهم.
وأعجبني ما ذكره (ص 69) من استفادته تاريخ وفاة محمد ظافر الطرابلسي المدني المالكي (ت 1330هـ) من الباحث الدكتور سعيد طوله الذي صور له صورة شاهد قبره من تركيا وأرسلها له، فأثبت الشيخ محمد آل رشيد صورة الشاهد في الكتاب، وهذا شيء حسن جدا، يدل على أمانة الكاتب، وعلى اهتمام الدكتور سعيد طوله بإفادة أهل العلم ما يَستحق عليه الثناء والشكر، ولعلك إذا صنعتَ مثل ما صنعه الدكتور سعيد مع كُتاب من أبناء وطنك، لما اهتموا بالإشارة إلى من استفادوا منه ذلك، فما أسعد حظ الدكتور سعيد بالشيخ محمد آل رشيد.
ومن الطريف، أن شيخنا المؤلف ـ حفظه الله تعالى ـ ذكر في كتابه هذا (ص 181) ولده القاضي سيدي نواف ضمن الأبناء الذين أفردوا آباءهم بالترجمة، لكونه ألف كتابا عَنونه: "في صحبة والدي"، ذكر فيه نسبه، ومولده، وأبرز شيوخه، وبعض ما استفاد منه... وهذا يدل على تقدير الشيخ لولده، وتعظيم الابن لأبيه.
وللمغاربة النصيب الوافر من التراجم في هذا الكتاب، وأول مَن ذُكر منهم فيه: محمد بن القاضي عياض الذي أفرد والده الإمام بالترجمة بكتاب عنونه: "التعريف بالقاضي عياض".
ومن المغاربة الذين ذكرهم فيه ـ أيضا ـ: صديقه الأستاذ الكاتب سيدي رضا الله عبد الوافي ابن العلامة الأديب سيدي محمد المختار السوسي، فقد ذكره في أكثر من موضع من كتابه هذا، ما أسعدنا، خصوصا وأنّ الكثير من السوسيين وغيرهم، لا يُقدرون المجهود الذي يصنعه هذا الأستاذ في طبع مؤلفات والده العلامة ـ وهي مؤلفات لاشك جد مهمة ونافعة ـ ولا يُسمعونه ولو كلمة شكر واحدة ! بل لا يذكرون له ـ عند اللقاء بهم ـ سوى ما قد يسهى القلم فيه عند الكتابة !!
وفي هوامش الكتاب فوائد في: الأنساب، وتواريخ مولد ووفيات العلماء، وعن الكتب وما جرى لها، وغير ذلك..
وختَمه بذِكر مَن صلى إماما على أبيه بعد وفاته.
كتبت هذه
الكلمة مساء يوم الثلاثاء 22 غشت 2017م، بقرية دوكادير بسوس، في موسم الشيخ العارف
بالله سيدي الحاج علي الإلغي الدرقاوي فدس الله سره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق