كتاب لطيف،
موضوعه طريف، ذكر فيه مؤلفه أسباب حرق العديد من العلماء لمؤلفاتهم، أو أُحرقت
بغير إرادتهم، كما ذكر من دَفن مؤلفاته، أو غَسلها، أو أغرقها، أو مَحى ما كتبه..
قال يبين سبب تأليفه له: ( قصدتُ من هذا البحث الترويح على القراء ببعض لطائف العلماء وأخبارهم مع كتبهم، مما يؤكد على أهمية الحفاظ على الكتب وصيانة المكتبات ورعايتها من التلف، وقديما قيل: لا تجعل كتابك بوقا ولا صندوقا، فإن الكتب هي مفتاح الثقافة، ومصدر المعرفة، ومنبع الحكمة، ومنهل الأخلاق ).
فذكر من
الذين احتَرقتْ مكتباتهم: الإمام الخرقي الحنبلي، لما هاجر إلى الشام أودع كتبه في
درب سليمان ببغداد، فاحترقت الدار التي هي فيها واحترقت جميع الكتب. وعبد الله بن
لهيعة المصري، احترق منزله فاحترقت كتبه. وعُروة بن الزبير احترقت كتبه يوم الحرة،
وكان يقول: ( وددت لو أن عندي كتبي بأهلي ومالي ). والشيخ حمد الجاسر (ت 1421هـ)،
احترقت مكتبته ببيروت، وتزامن ذلك مع وفاة ابنه في حادث سقوط طائرته المتوجهة إلى
هولندا، قال المؤلف: ( سمعت الشيخ الجاسر في محاضرة عامة يقول: لفقد كتبي أشد على
نفسي من فقد ولدي )..
ومن الذين
حُرِّقتْ كتبهم: ابن حزم الأندلسي، وحُجة الاسلام الغزالي، والصاحب ابن عبّاد،
وغيرهم..
وأما الذين غُرقت كتبهم، فذكر منهم: الإمام القطيعي الحنبلي البغدادي، وابن الدهان النحوي، وابن هشام النحوي.
وأما الذين غُرقت كتبهم، فذكر منهم: الإمام القطيعي الحنبلي البغدادي، وابن الدهان النحوي، وابن هشام النحوي.
وذكر من الذين أَحرقوا كتبهم: الحسن البصري، أحرق كتبه ولم يترك سوى صحيفة
أذِن لولده بروايتها عنه. وعروة بن الزبير، ذكر ولده أنه أحرق كتبا له فيها فقه،
ثم ندم على ذلك. وجمع أبو سليمان الداراني كتبه في تنُّور وسجّرها بالنار. وغيرهم..
ومن الذين دفنوها: الولي الزاهد داود الطائي. والإمام الذهلي، دُفنت كتبه بعد
وفاته. والإمام الشهير سفيان الثوري الذي أوصى بدفنها وحرقها. والعابد الزاهد يوسف
بن أسباط، الذي حَمل كتبه إلى غار في جبل وطرحها فيه، وسد بابه، فلما عوتب على ذلك
قال: ( دلّنا العلم في الأول، ثم كاد يضلنا في الثاني ). والعلامة محمد بن الأمين
الشنقيطي (ت 1393هـ)، فقد ألف قبل البلوغ كتابا في أنساب العرب نظما، ثم دفنه بعد
البلوغ لأنه كان ألفه على نية التفوق على أقرانه، وقد لامه شيوخه على ما صنع.
وغيرهم..
وذكر من الذين غسلوها: الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج، والإمام الزاهد أحمد بن
أبي الحواري، والإمام المجدد جلال الدين السيوطي، وغيرهم..
وذكر من الذين مَحوها: التابعي الكبير عبيدة السلماني، وخالد بن مهران الحذاء
البصري.
وختم تأليفه هذا بذكر من تَعفَّنتْ كتبه، ومن قرض الكتب، ومن خَرقها.
الكتاب طبع سنة 1423هـ/2002، وعدد صفحاته: 53.