كتابٌ في سيرة الصحابي سيدنا عبد الله بن
الزبير، ألفه العلامة المحدث الشيخ سيدي محمد يونس الجونفوري الهندي عليه الرحمة
والرضوان، نشرته مكتبة قاسم العلوم سنة 1442هـ/2021م بعناية الشيخ محمد عمار سليم،
وعدد صفحاته: 140.
أهداه لي تلميذ المؤلف الشيخ العلامة سيدي
محمد أيوب السورتي جزاه الله خيرا، ففرحت به، خاصة أنه في التعريف بأحد الصحابة
الكرام الذين نُكن لهم كل المحبة والإجلال، والذين كلما اطلعتَ على سِيَرهم إلا
ويزداد تعظيمك لهم وأدبك معهم..
لقد كان سيدنا عبد الله بن الزبير رضي
الله عنه أول مولود وُلد للمهاجرين بالمدينة، فكان فرحهم بمَولده كبيرا، وذلك لأنه
قيل لهم أنَّ اليهود قد سَحرتكم فلا يُولد لكم ! وقد أذَّنَ في أذُنه جَدّه
الصِّديق، وحَنكه أفضل الخلق مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعا له، وبَرك
عليه، وسَمّاه، وكان أول ما دخل جوفه ريقه عليه الصلاة والسلام.
والده هو حواري النبي صلى الله عليه وسلم،
أحد المبشرين بالجنة، وأحد أبطال الإسلام، سيدنا الزبير بن العوام.
وأمه هي ذات النطاقين، سيدتنا أسماء بنت
أبي بكر الصديق.
وخالته هي أم المؤمنين سيدتنا عائشة وكانت
رضي الله عنها تحبه.
قال بعضهم: (كان ابن الزبير لا يُنازع في
ثلاث، في العبادة، والشجاعة، والفصاحة).
أما العبادة فكان لا ينام الليل، يُطيل
القيام في الصلاة، ويطيل الركوع والسجود، وكان دائم الصيام، يُوَاصل سبعة أيام،
ولا يؤثر ذلك فيه !
وأما الشجاعة، فعُرف بها، وكان يُضرب به
المثل في الشجاعة، شَهد له بها العدو والصديق.
وأما الفصاحة، فكان من خطباء الإسلام، قال
له والده وقد سمعه يخطب: (والله لكأني أسمع خطبة أبي بكر الصديق حين سمعت خطبتك يا
بني).
من مباحث الكتاب الممتعة المفيدة، والتي
خَصص لها الكاتب صفحات عديدة، ما ذَكَره عن حُكم دَم النبي صلى الله عليه وسلم وبَوله،
فقد شرب عبد الله بن الزبير في طفولته دمه عليه الصلاة والسلام !
أتاه وهو يَحْتَجم، فدعاه صلى الله عليه
وسلم إلى أنْ يهرق الدم حيث لا يراه أحد، فقام عبد الله بن الزبير بشربه، فلما رجع
للنبي صلى الله عليه وسلم سأله: ما صنعتَ يا عبد الله؟ قال: جعلتُه في مكان ظننتُ
أنه خافٍ على الناس، فقال له: فلعلك شربتَه؟ قال: نَعَم، فقال له عليه الصلاة
والسلام: ومَن أمرك أن تشرب الدم ! ويلٌ لك من الناس، وويلٌ للناس منك.
وقد قال بطهارة دمه عليه الصلاة والسلام
علماء كُثر، تجد أسماءهم وأقوالهم والنقول عنهم في الكتاب.
لم يُرزق الشيخ الجونفوري بأبناء، فلم
يتزوج رحمه الله قط، لكن من سعادته وجود تلاميذ له يُحبونه ويعظمونه ويهتمون
بعلمه، وينشرون ما خطته يمينه، فهنيئا له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق