الاثنين، 2 أكتوبر 2023

الإمام محمد بن عبد الله الخُرْشي!


 الإمام الفقيه الرباني، الشيخ سيدي محمد بن عبد الله الخُرْشي المصري، يُعد من كبار أئمة المالكية، وهو أول مَن تولى مشيخة الأزهر.

ولد سنة 1010هـ، أخذ عن كبار العلماء، وأخذ عنه الكثير من الأعلام. 

ترك عدة مؤلفات، أشهرها شرحه الصغير للمختصر. وتوفي سنة 1101هـ.

ذَكر العلامة محمد الصغير الإفراني رحمه الله في ترجمة هذا الإمام في كتاب"صفوة من انتشر": ( أنه لما وُضع في قبره قال واضعه: بسم الله، فقال هو بلسان فصيح: توكلتُ على الله، سمع ذلك جميع من حضرَ ممن كان قريباً من القبر )! وهي واحدة من كراماته رضي الله عنه.

كانت لهذا الإمام مُراسلات مع السلطان المغربي المولى إسماعيل (ت 1139هـ)، وأرسل إليه هدية مِنْ مصر "شرحه لصغرى السنوسي"، وقد أجاب السلطان على رسالته برسالة أخرى طويلة، حلاه فيها بألقاب عالية تليق بمقامه ومكانته..

ومِنْ تعظيم المغاربة لهذا العالم الجليل وتقديرهم لعلمه الواسع، أنَّ شَرحه الصغير للمختصر طُبع بمدينة فاس على الحجر ما بين 1284هـ و1286هـ. وطبع نرة أخرى على نفقة السلطان المولى عبد العزيز العلوي بمصر سنة 1317هـ.

كما ترى مشايخ الحديث المغاربة في فهارسهم وأثباتهم، يَذكرون اتصال سندهم بهذا الإمام وبمؤلفاته، وترجموا له ـ أيضاًـ في كتبهم، ولهم عدة حواش على شرحه للمختصر..

وفي ترجمة العلامة محمد الصغير الإفراني له نراه يقول: ( اشتهر على الألسنة بالخِرْشي بكسر الخاء نسبة إلى خِرشة بكسر الخاء قرية من اعمال القاهرة )، وكذا قال الإمام الحُضيكي في "طبقاته".

والذي رأيتُه على أغلفة بعض طبعات كتابه في شرح المختصر: (الخُرشي) بضم الخاء. 

وسمعتُ الشيخ الدكتور احمد طه الريان المالكي الأزهري المصري على اليوتوب في درس له ينطقه هكذا: (الخُرَشي أو الخُراشي)، بالضم.

وقال العلامة محمد الصغير الافراني أنَّ وفاته كانت سنة 1102هـ، وكذا قال الإمام الحضيكي، والمؤرخ محمد بن الطيب القادري في "التقاط الدرر".

والصحيح أن وفاته كانت في سنة 1101هـ كما ذكره تلميذه محمد الجمالي المغربي في تعريفه به الذي نقله الامام علي الصعيدي العدوي في حاشيته على شرح المذكور. 

وكذلك حدد تاريخ وفاته بهذه السنة: عبد الله الشبراوي في "ثبته"، وقد أجازه الشيخ الخرشي بالصحيح وغيره. والجبرتي في "عجائب الاثار". ومحمد بن محمد مخلوف في "شجرة النور الزكية". وإسماعيل البغدادي في "هدية العارفين". وإدريس القيطوني "معجم المطبوعات المغربية". ومحيي الدين الطعمي في "النور الأبهر" وغيرهم.

رحم الله هذا الإمام وجَدد على مرقده الرحمات.