الاثنين، 23 سبتمبر 2024

الفقيه سيدي البشير بن عبد الرحمن

 



اشتريتُ البارحة هذا العدد من مجلة الفرقان، صدر سنة 1428/2007، في آخره تجد ترجمة لأحد فقهاء منطقتنا سُوس، وهو الشيخ الفقيه الخطيب المدرس المربي سيدي البشير بن عبد الرحمن، فأحببتُ أن أختصر ما جاء فيها(*) للتعريف بهذا الفقيه الفاضل.

ولد نوَّر الله مَرقده بقرية أولاد عيسى قبيلة المنابهة شرق مدينة تارودانت، سنة 1343/1925، فأدخله والده الكُتاب، وأتم حفظ القرآن الكريم حين بلغ الخامسة على يد شيخه سيدي محمد بن احمد أبريم الجداوي التزنيتي، وبقي معه لم يفارقه إلى أن ختم عليه القرآن العظيم تسع مرات، وصار ينوب عنه في التحفيظ والندريس والإمامة.

ثم طلب العلوم بعدة مدارس بعد وفاة شيخه هذا، ومن شيوخه الذين أخذ عنهم: الفقيه اللغوي أحمد توفيق الوفقاوي، والفقيه اللغوي أحمد العتيق تلميذ العلامة المختار السوسي.

كان صاحب حافظة قوية، يحفظ اللوح بعد قراءة ما فيه أربع مرات، ويقرأ الكتاب فيبقى يستحضر ما فيه مدة طويلة! وكان يستحضر الكثير من المتون العلمية شأن الكثير ممن يدرس بهذه المدارس العتيقة.

مارس التعليم، فدرّس في المدارس العتيقة، ثم بثانوية محمد الخامس للتعليم الأصيل، وأشرف على المدرسة العلمية بقبيلة دمسيرة ناحية إمِنْتانُوتْ، وأشرف على المدرسة الهاشمية في تمنار ناحية الصويرة، ثم أشرف على فرع المعهد الإسلامي بتالِوِينْ، ثم إلتحق بهيئة التدريس بالمعهد الإسلامي بتارودانْتْ، فاستفاد منه المئات من الطلاب، من أشهرهم الشيخ محمد زحل.

كان خطيبا بمسجد قريته، ثم بمسجد سيدي وسيدي بتارودانت، خطب فيه لمدة ستة عشر سنة، وكان يلقي دروسا أسبوعية في عدة مساجد.

وكان عضوا في جمعية علماء سوس، وعضوا في رابطة علماء المغرب، متواضعا، زاهدا في الدنيا، كريما، بيته مقصد الأضياف والأقارب والطلاب والأيتام، بشوشا، يشهد له كل من تعامل معه بحسن الخلق، فما أسعده.

وبعد حياة أمضاها في تعليم الناس وإرشادهم لما فيه النفع لهم في الدنيا والآخرة، توفي ظهر يوم الأربعاء 18 رمضان 1427، ودفن بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء.

جدد الله على قبره الرحمات ورفع له في الجنة الدرجات.

---------------------

 (*)الترجمة بقلم الدكتور محمد عز الدين توفيق.