الاثنين، 23 ديسمبر 2013

كتاب "لب الفوائد فيما قيل في تأبين العلامة رضى الله محمد المختار السوسي من كلمات وقصائد"




( مقال من إعدادي عن كتاب "لبّ الفوائد" نشرته جريدة "العاصمة post" التي تصدر بمدينة الرباط يوم الاثنين 23 دجنبر 2013 م )

صدر يوم الجمعة 16 صفر 1435هـ/20 دجنبر 2013م، عن مطبعة المعارف الجديدة بالرباط العاصمة، كتاب جديد من تصنيف الكاتب المحقق السيد رضى الله عبد الوافي المختار السوسي، سماه "لب الفوائد فيما قيل في تأبين العلامة رضى الله محمد المختار السوسي من كلمات وقصائد"، وذلك بمناسبة مرور خمسة عقود على وفاة هذا العلامة الكبير والمؤرخ الجليل الذي خلفَ نبأ وفاته ـ في حينه ـ حزنا عميقاً لدى جميع المغاربة، لِما كان يتصِف به ـ رحمه الله ـ من جميل الصفات وكريم الأخلاق ومزايا لا تُعد.

وقد أقام علماء وأدباء المغرب بمسرح محمد الخامس بالرباط يوم 29 دجنبر 1963م حفلا تأبينيا بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاته، ألقوا فيه كلماتٍ نثريةٍ وقصائدَ شعريةٍ، رَثوا فيها الفقيد، أعربوا فيها عن مشاعرهم، وأبانوا فيها عن المكانة التي كان يحتلها العلامة المختار السوسي في قلوبهم، فذكَروا العديد من مناقبه، وأبرزوا الكثير من فضائله، ما يُرْشدك ـ عند مطالعتها ـ إلى أننا أمام إحدى الشخصيات المُتميّزة التي عرفها بلاد المغرب وشرُف بأن ترعرعت فوق أرضه وتنسمت هواءه.

كان من بين المؤبّنين الملك الراحل الحسن الثاني ـ رحمه الله ـ، وقد ألقى كلمته بالنيابة عنه الأستاذ المؤرخ سيدي عبد الوهاب بن منصور، وكان الذي رأس جلسة التأبين الشيخ العلامة سيدي إدريس الكتاني، ومِمّن شارك في فعاليات هذا الحفل فألقوا كلمات نثرية: العلامة سيدي عبد الله كنون، العلامة سيدي عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني، العلامة سيدي محمد المنوني، العلامة سيدي إبراهيم الكتاني، العلامة سيدي عبد الله الجراري ـ رحمهم الله ـ وغيرهم من رجال الفكر والأدب .

أما أصحاب القصائد، فكان منهم: العلامة الحاج سيدي عثمان جوريو، العلامة الحاج سيدي أحمد بن شقرون، والكاتب الأديب سيدي عبد اللطيف خالص وغيرهم ـ رحمهم الله ـ.

وإن عناوين الكتاب لمتنوعة، ويضمّ في طياته العديد من الوثائق والصور التي تنشر لأول مرة، كما تجدُ فيه رسائل التهاني التي توصّل بها العلامة المختار السوسي بُعيد إصابته في حادثة السير التي توفي بعدها بأيام، إضافة إلى رسائل التعازي التي توصل بها أبناؤه وأفراد أسرته بعد وفاته، وفيه ترى بعض ما نُشر على صفحات الجرائد والمجلات من نعي للعلامة وكلماتٍ للتعزية وصورا لبعض حفلات التأبين التي أقيمت له ببعض المدن المغربية.

وقد أضاف السيد عبد الوافي زيادةً على ذلك إثراءً للكتاب رسائل مخطوطة أُرسلتْ للمختار السوسي من طرف العلماء والمشايخ، فتجد من بينها رسالة بعث بها إليه الشيخ العلامة المحدث سيدي المدني بن الحسني، وأخرى من الشيخ العلامة المحدث سيدي محمد المنتصر الكتاني، وثالثة من الشيخ العلامة المؤرخ النقيب سيدي عبد الرحمن ابن زيدان وغيرهم ـ رحمهم الله ـ .

كما تقرأ فيه بعض خطب ومقالات للعلامة المختار السوسي وقصائد له، كقصيدته في ملك الحجاز آل سعود، وترى بعدها جواب شاعر الملك الخاص أحمد الغزاوي عليه، وما أحلى خطبته التي ألقاها أمام الملك الراحل سيدي محمد الخامس ـ رحمه الله ـ ، والتي تتحدث فيها عن المسجد ودعا إلى أن يكون القرآن الكريم قانونا للحياة لإنه الدواء لما تعرفه الأمة من الداء..

فيجد القارئ نفسه كأنه في نزهة في تاريخ المغرب حين يُلاحظ تلك الصور المنثورة في ثنايا الكتاب، ويزداد الناظر فيه لطافة لما يطالعه في صفحاته من قصائد شعرية رقيقة، أما الفوائد العلمية فإنها تُثري قاموسه المعرفي وهي فيه كثيرة.

قرظ للكتاب الشيخ العلامة الدكتور سيدي حمزة بن علي الكتاني، والأستاذ الدكتور سيدي المهدي بن محمد السعيدي، وعدد صفحاته تقارب الستمائة صفحة. وقد كان لي شرف المساعدة في تهيئته، فازددتُ محبة في هذا العالم الجليل والوزير النبيل، فرحمة الله عليه رحمة واسعة، والحمد لله رب العالمين .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق