وأنا أطالع اليوم في كتاب "مباحث في عقائد أهل السنة المسمى: المهند على المفند" للإمام المحدث خليل أحمد السهارنفوري (ت 1346هـ) ، جاء في (ص 125) بعد أن ذَكر ما كتبه العلامة السيد أحمد البرزنجي على هذا الكتاب، قال: (تصديقات العلماء على الرسالة المذكورة للبرزنجي)، فذكر اسم 21 عالما،
قال: [ 4- أحمد بن المأمون البلغيش (خادم العلم بالمسجد النبوي) ]. والصواب أنه: "أحمد بن المامون البلغيثي" وليس البلغيش، وهو العلامة القاضي الفقيه الأديب الفاسي المشهور، المتوفى بفاس سنة 1348هـ،
وقد كان رحمه الله حج في سنة 1328هـ، ذكر ذلك ولده عبد الملك في الترجمة التي وضعها له آخر الجزء الأول من كتاب "تشنيف السماع"، وقال أن والده كان ينوي أن يبقى هناك سنة كاملة حتى يحج العام القادم أيضا، لكن حددث ما دعاه للرجوع لبلاده
ورسالة العلامة البرزنجي كتبها أو أتمها يوم 2 ربيع الأول 1329هـ، فيكون العلامة أحمد بن المامون البلغيثي بقي هناك بعد الحج، وألقى دروسا في المسجد النبوي، ثم أطلعه العلامة البرزنجي على الرسالة التي كتبَها، فوافقه عليها..
وقد يكون قرأ عليه، أو أجيز منه، لكنني لم أر من ذكر أن من شيوخه العلامة البرزنجي.
وممن اجتمع بالعلامة أحمد بن المامون البلغيثي تلك السنة، وهو في سفره لأجل الحَج: العلامة شيخ بن محمد الحبشي باعلوي (ت 1348هـ)، ذَكر ذلك في كتابه المعنون: "الشاهد المقبول بالرحلة الى مصر والشام وإسطنبول" (ص 312) قال: (فلمحت عيني رجلا من المغاربة، فتوسّمت فيه العلم والولاية).
وقال أيضا في تصديقات العلماء على رسالة البرزنجي: [ 7- عبد الله القادر بن محمد بن سوده (خادم العلم بالحرم النبوي الشريف) ].
والمذكور هنا بدون شك هو: العلامة الفقيه القاضي عبد القادر بن محمد بن عبد القادر ابن الطالب ابن سودة الفاسي، المتوفى سنة 1389هـ،
فقد ذكر ولده العلامة المؤرخ عبد السلام ابن سودة في ترجمته في سل النصال (ص 205)، أنه حج سنة 1328هـ،
فيكون اجتمع هو أيضا بالعلامة البرزنجي، واطلع على ما كتبه في رسالته تلك، فوافقه على مضمونها..
وفي الغالب ألقى دروسا عدة بالمسجد النبوي حتى استحق أن ينعت بخادم العلم بالحرم النبوي الشريف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق