(كتبتها يوم 26/08/2012)
أول مرة رأيته فيها مباشرة كان يوم تكريم شيخنا العلامة المحدث سيدي عبد الله
التليدي في المجلس العلمي شهر مارس الماضي، وصل وابتدئ الحفل من
الوقت، فإذا بي أسمع أحدهم يهمس لصاحبه: "هاهو عبد المنعم بن الصديق وصلْ"،
فالتفتُّ فإذا بي أرى شابا يلبس جلبابا أبيضا، معتدل القامة، أسود الشعر واللحية،
منوّر الوجه، جميل الصورة، يمشي حثيثا إلى مكان في مقدمة الصفوف يسار القاعة حيث كرسي هناك لعله اُعدّ له ليقعد عليه.
وقد لاحظتُ حين سُمع باسمه يتردد خافتا في القاعة، تَشكُّلَ ابتسامةٍ خفيفةٍ على وجه الشيخ التليدي حين رفع رأسه فرآه يمرّ مِن أمام المنصة، إبتسامة أظهرتِ الكثيرَ مما يُكِنه صدر الشيخ ويخفيه من المودة الكبيرة والحبّ الصادق لهذا الشيخ الشاب.
وكيف لا ووالد هذا العلامة الشاب من شيوخ شيخنا التليدي الذين أخذ عنهم وانتسب إليهم وروى عنهم واستفاد من علمهم وصُحبتهم الخير الكثير، ذلكم هو صاحب التصانيف المفيدة الشيخ الصالح المحدث العلامة سيدي عبد العزيز بن الصديق رحمه الله.
في الغد، قبيل المغرب طرقتُ باب الشيخ الدكتور سيدي عبد المنعم بن الصديق، وكان ـ أكرمه الله ـ قد وصل لتوّه من سفر قريب، ومع ذلك فقد أذِن لي برؤيته، وفتح لنا باب داره، ورحّب وهش وبش، وأدخلنا إلى قاعة الضيافة، فبادرتُ أعرفه بنفسي والقصد من الزيارة، فأنصتَ باهتمام، وعد بتحقيق المرغوب، فكانت جلسة خفيفة لطيفة طيبة، تجلت فيها مكارم الأخلاق التي يتحلى بها هذا السيد الكريم الخيّر، فخرجتُ من عنده وقد سَرّنِي ما رأيتُ منه، وودِدتُ لو دام ذاك اللقاء معه عدة ساعات.
كنتُ قرأتُ في بعض الكتب كلمة حكمة أعجبتني تؤثَرُ عن السّلف، كانوا يقولون إذا لقوا من هو أعلم منهم: "هذا يوم الغنيمة".
وإذا التقوا بمن هو مثلهم في العلم والمعرفة قالوا: "هذا يوم المُذاكرة".
وإذا التقوا بمن هو دونهم فيهما وأصغر سنا قالوا: "هذا يوم النصيحة".
وحين يلتقي المرء مع من هو مثل هذا الشيخ الشاب سليل عائلة العلم والصلاح؛ فإن العاقل ينادي عاليا غير متردّد يقول: "هذا يوم الغنيمة، هذا يوم الغنيمة"، فعليه أن يلتزم الصمت، ويستمع لما يُقال، وليتجنب الجدال والوقوع في المراء، وذلك لتكون استفادته أكبر، وقد استفدت من تلك الدقائق بمعيته ـ حفظه الله ـ فوائد جمّة.
إن في طنجة رجالا، وفيها من الشباب من لهم إرادة وهمة وعزيمة، يُنتظر منهم العطاء الكثير، ويُتوسم فيهم أن يكونوا منبعا للعلم والفضل، وأن يكونوا من الأعلام الهادية التي تدل على الخير وترشد إلى الفلاح.
وأرى أن علماء الأسرة الصديقية تركوا وراءهم تلامذة يحبونهم، أوفياء، في المشرق والمغرب، يقومون على تراثهم بالرعاية والحفظ وإتمام ما أعلوا مِن البنيان، وإنّ منهم الشيخ الدكتور سيدي عبد المنعم، فأمثاله -حفظه الله- يجبُ إعانتهم ومساندتهم، والدعاء لهم بالمزيد من التوفيق، وأن تُفتح لهم أبواب التيسير والبركة في كل خطواتهم..
فإننا نرى اليوم أنه لا تعلوا إلا راية التمييع والدعوة إلى الانحلال الاجتماعي والخلقي.. فإنْ ساندنا من يدفع ذلك ويردُّه وينشر الفضيلة ويدعو لها، نكون ـ إن شاء الله تعالى ـ من المأجورين.
لقد كنت أحب الشيخ الأب، فاليوم صرت أحب ـ أيضا ـ الشيخ الإبن.
وقد لاحظتُ حين سُمع باسمه يتردد خافتا في القاعة، تَشكُّلَ ابتسامةٍ خفيفةٍ على وجه الشيخ التليدي حين رفع رأسه فرآه يمرّ مِن أمام المنصة، إبتسامة أظهرتِ الكثيرَ مما يُكِنه صدر الشيخ ويخفيه من المودة الكبيرة والحبّ الصادق لهذا الشيخ الشاب.
وكيف لا ووالد هذا العلامة الشاب من شيوخ شيخنا التليدي الذين أخذ عنهم وانتسب إليهم وروى عنهم واستفاد من علمهم وصُحبتهم الخير الكثير، ذلكم هو صاحب التصانيف المفيدة الشيخ الصالح المحدث العلامة سيدي عبد العزيز بن الصديق رحمه الله.
في الغد، قبيل المغرب طرقتُ باب الشيخ الدكتور سيدي عبد المنعم بن الصديق، وكان ـ أكرمه الله ـ قد وصل لتوّه من سفر قريب، ومع ذلك فقد أذِن لي برؤيته، وفتح لنا باب داره، ورحّب وهش وبش، وأدخلنا إلى قاعة الضيافة، فبادرتُ أعرفه بنفسي والقصد من الزيارة، فأنصتَ باهتمام، وعد بتحقيق المرغوب، فكانت جلسة خفيفة لطيفة طيبة، تجلت فيها مكارم الأخلاق التي يتحلى بها هذا السيد الكريم الخيّر، فخرجتُ من عنده وقد سَرّنِي ما رأيتُ منه، وودِدتُ لو دام ذاك اللقاء معه عدة ساعات.
كنتُ قرأتُ في بعض الكتب كلمة حكمة أعجبتني تؤثَرُ عن السّلف، كانوا يقولون إذا لقوا من هو أعلم منهم: "هذا يوم الغنيمة".
وإذا التقوا بمن هو مثلهم في العلم والمعرفة قالوا: "هذا يوم المُذاكرة".
وإذا التقوا بمن هو دونهم فيهما وأصغر سنا قالوا: "هذا يوم النصيحة".
وحين يلتقي المرء مع من هو مثل هذا الشيخ الشاب سليل عائلة العلم والصلاح؛ فإن العاقل ينادي عاليا غير متردّد يقول: "هذا يوم الغنيمة، هذا يوم الغنيمة"، فعليه أن يلتزم الصمت، ويستمع لما يُقال، وليتجنب الجدال والوقوع في المراء، وذلك لتكون استفادته أكبر، وقد استفدت من تلك الدقائق بمعيته ـ حفظه الله ـ فوائد جمّة.
إن في طنجة رجالا، وفيها من الشباب من لهم إرادة وهمة وعزيمة، يُنتظر منهم العطاء الكثير، ويُتوسم فيهم أن يكونوا منبعا للعلم والفضل، وأن يكونوا من الأعلام الهادية التي تدل على الخير وترشد إلى الفلاح.
وأرى أن علماء الأسرة الصديقية تركوا وراءهم تلامذة يحبونهم، أوفياء، في المشرق والمغرب، يقومون على تراثهم بالرعاية والحفظ وإتمام ما أعلوا مِن البنيان، وإنّ منهم الشيخ الدكتور سيدي عبد المنعم، فأمثاله -حفظه الله- يجبُ إعانتهم ومساندتهم، والدعاء لهم بالمزيد من التوفيق، وأن تُفتح لهم أبواب التيسير والبركة في كل خطواتهم..
فإننا نرى اليوم أنه لا تعلوا إلا راية التمييع والدعوة إلى الانحلال الاجتماعي والخلقي.. فإنْ ساندنا من يدفع ذلك ويردُّه وينشر الفضيلة ويدعو لها، نكون ـ إن شاء الله تعالى ـ من المأجورين.
لقد كنت أحب الشيخ الأب، فاليوم صرت أحب ـ أيضا ـ الشيخ الإبن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق