من
الشيوخ الذين أُحبهم، وأعزهم، وأكْبرُهم كثيراً، الشيخ العلامة الداعية المسند المحدث سيدي عبد الفتاح
أبو غدة الحلبي السوري.
كان هذا العالم الجليل جَميل الصورة، مُنوّر الشيبة، كريم الأخلاق، يظهر عليه الوقار والسكينة، غزير العلم، كثير التأليف، تكاد تجد في كل مكتبة تدخلها ـ سواء في المشرق أو في المغرب ـ العديد من الكتب التي ألّفها أو حققها، ومؤلفاته جميلة، وتعليقاته على كتب العلماء رائعة غزيرة الفائدة، قد طبقَت شُهرته الآفاق، وأثنى عليه الشيوخ الثناء العطر، وأطلقوا عليه ألقاباً عالية، تدلّ على سموّ رتبته وتقديرهم لعلمه. .
كان هذا العالم الجليل جَميل الصورة، مُنوّر الشيبة، كريم الأخلاق، يظهر عليه الوقار والسكينة، غزير العلم، كثير التأليف، تكاد تجد في كل مكتبة تدخلها ـ سواء في المشرق أو في المغرب ـ العديد من الكتب التي ألّفها أو حققها، ومؤلفاته جميلة، وتعليقاته على كتب العلماء رائعة غزيرة الفائدة، قد طبقَت شُهرته الآفاق، وأثنى عليه الشيوخ الثناء العطر، وأطلقوا عليه ألقاباً عالية، تدلّ على سموّ رتبته وتقديرهم لعلمه. .
وللشيخ مَحبة
خاصة لدى أهل المغرب الأقصى، وقد زار بلادنا أكثر مِن مَرة، وحَضر "الدروس الحسنية" التي كانت تُلقى في رمضان بمحضر الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، وألقى فيها بعض دروسه التي لقيت استحسان مَن سَمِعها، فقلّده الملك الحَسن بعض الأوسمة، كما دَعاه - لثقته بعلمه وحِكمته- ليُشرفَ على "دار الحديث الحسنية" بالرباط، لكنه لمْ يَقبل، فقد أراد البقاء في السعودية لقُربها من بلاده وموطنه سوريا.
ومِن المشايخ المغاربة الذين أخذ عنهم، نَذكُر: الشيخ الحافظ المسند سيدي عبد الحي الكتاني، والشيخ القاضي المسند سيدي عبد الحفيظ لفاسي، والشيخ الحافظ المحدث سيدي أحمد بن الصديق الغماري، وشقيقه العالم الأصولي المسند سيدي عبد الله بن الصديق(*)، والشيخ العلامة العارف سيدي محمد الباقر الكتاني، وغيرهم..
كما تتلمذ عليه وأخذ عنه العديد من المغاربة، واستجازوه فأجازهم، نذكر منهم: شيخنا العلامة المحدث سيدي عبد الله التليدي -حفظه الله- الذي أثنى عليه في كتابه "ذكريات من حياتي" (ص 152) ونعته فيه بـ: « العلامة، المُحدث، المُحقق، الباحث، المُطلع، المُتضلع، المُشارك، السيد عبد الفتاح أبو غدة »، وختم كلامه عنه بقوله: « وبالجُملة: فكان مِن مَحاسن الزمان رحمه الله ».
ومِن المشايخ المغاربة الذين أخذ عنهم، نَذكُر: الشيخ الحافظ المسند سيدي عبد الحي الكتاني، والشيخ القاضي المسند سيدي عبد الحفيظ لفاسي، والشيخ الحافظ المحدث سيدي أحمد بن الصديق الغماري، وشقيقه العالم الأصولي المسند سيدي عبد الله بن الصديق(*)، والشيخ العلامة العارف سيدي محمد الباقر الكتاني، وغيرهم..
كما تتلمذ عليه وأخذ عنه العديد من المغاربة، واستجازوه فأجازهم، نذكر منهم: شيخنا العلامة المحدث سيدي عبد الله التليدي -حفظه الله- الذي أثنى عليه في كتابه "ذكريات من حياتي" (ص 152) ونعته فيه بـ: « العلامة، المُحدث، المُحقق، الباحث، المُطلع، المُتضلع، المُشارك، السيد عبد الفتاح أبو غدة »، وختم كلامه عنه بقوله: « وبالجُملة: فكان مِن مَحاسن الزمان رحمه الله ».
وقد امتاز الشيخ بعدة مميزات، منها:
- كثرة شيوخه، فهو مِمّن أحيا سُنة الرّحلة لأجل طلب العلم، فسافر للهند، وباكستان، والمغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، والعراق، والحرمين الشريفين، واليمن، وغيرها من البلدان.
وقد أحصى تلميذه الشيخ العلامة سيدي محمد آل رشيد -حفظه الله- في كتابه البديع: "إمداد الفتاح بأسانيد ومرويات الشيخ عبد الفتاح" الشيوخ الذين أخذ عنهم، فبلغ عددهم أزيد من 180 عالماً. فاتصال السند إليه -رحمه الله- غنيمة عظيمة لمن يهتم بالإسناد.
- انتسابه للحركة الإسلامية، وقد لقيَ حين كان يَدرسُ بمصر الشيخ الإمام الداعية حسن البنا -رحمه الله-، وتبنّى فِكره، فمارس الدعوة، وصار المراقب العام للإخوان المسلمين بسوريا، فناله بسبب ذلك الكثير من الأذى، واعتقل وسُجن في "سجن تدمر" عام 1386 هـ، وتلك سيرة أهل الحق في كل وقت مع الظالمين، وفي الحديث: « أشد الناس بلاءاً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل ».
- اشتغاله بالسياسة، فدخل البرلمان نائباً عن مدينة حلب، ودخولُ هذا المعترك مما يُفيد الفقيه والمفتي، ويُقربهم من حال المجتمع، ويُكسبهم نظرة أعمق عن الواقع، كما يفيد في معرفة حيل أهل النفاق، واكتساب الخبرة في مدافعة أهل الباطل وغير ذلك.. وكما كان الصحابة - رضي الله عنهم - رجال دَعوة، فقد كانوا ـ أيضا ـ رجال دولة.
- كثرة شيوخه، فهو مِمّن أحيا سُنة الرّحلة لأجل طلب العلم، فسافر للهند، وباكستان، والمغرب، والجزائر، وتونس، ومصر، والعراق، والحرمين الشريفين، واليمن، وغيرها من البلدان.
وقد أحصى تلميذه الشيخ العلامة سيدي محمد آل رشيد -حفظه الله- في كتابه البديع: "إمداد الفتاح بأسانيد ومرويات الشيخ عبد الفتاح" الشيوخ الذين أخذ عنهم، فبلغ عددهم أزيد من 180 عالماً. فاتصال السند إليه -رحمه الله- غنيمة عظيمة لمن يهتم بالإسناد.
- انتسابه للحركة الإسلامية، وقد لقيَ حين كان يَدرسُ بمصر الشيخ الإمام الداعية حسن البنا -رحمه الله-، وتبنّى فِكره، فمارس الدعوة، وصار المراقب العام للإخوان المسلمين بسوريا، فناله بسبب ذلك الكثير من الأذى، واعتقل وسُجن في "سجن تدمر" عام 1386 هـ، وتلك سيرة أهل الحق في كل وقت مع الظالمين، وفي الحديث: « أشد الناس بلاءاً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل ».
- اشتغاله بالسياسة، فدخل البرلمان نائباً عن مدينة حلب، ودخولُ هذا المعترك مما يُفيد الفقيه والمفتي، ويُقربهم من حال المجتمع، ويُكسبهم نظرة أعمق عن الواقع، كما يفيد في معرفة حيل أهل النفاق، واكتساب الخبرة في مدافعة أهل الباطل وغير ذلك.. وكما كان الصحابة - رضي الله عنهم - رجال دَعوة، فقد كانوا ـ أيضا ـ رجال دولة.
- كثرة
مؤلفاته وتحقيقاته، إذ تزيد على سبعين كتاباً، وكلّها قيمة نفيسة، فخذ
مثلا كتابه: "من أدب الإسلام" تجده مع صغر جرمه فإنك تخرجُ بمطالعته بالكثير من الفوائد، وهو مما يَنفذ في أقرب وقت من المكتبات، وكم أهديتُ منه واشتريت، ووددتُ
لو يَكون في جيب كل مسلم.
وقد لقيتْ مؤلفاته القبول لدى مختلف أصناف الناس، فيجد فيها
الصوفي بُغيته، وكذلك المهتم بالحديث يجد فيها ما يُشبع نهمته، وكذلك الشأن بالفقيه، واللغوي، والداعية الحركي، وغيرهم.. ومنها ما يُدرَّس في الجامعات الإسلامية، وهذا يَدل على صِدق الشيخ عند تأليفها وتحقيقها، وعلى
صفاء نيته وإرادته إيصال الخير ونفع المسلمين، فإنّ لها جاذبية تجعلك كلما
اطّلعتَ على واحد منها، تَسألُ الاطلاع على غيره من مؤلفاته.
-كثرة
تلامذته، فلا يُحصى عدد الآخذين عنه في مختلف الأقطار والبلدان.
- وُفور عقله،
ويعجبني ما ذكره الشيخ المحدث سيدي محمود سعيد ممدوح -حفظه الله- في كتابه
"الشذا الفواح في أخبار سيدي الشيخ عبد الفتاح"(ص 152) حين قال: « جلستُ ذات مرة في مجلس للشيخ رحمه الله تعالى بمكة المكرمة، فال أحد الجالسين: سأرُدُّ على
فلان - وهو من أئمة التفرقة بين المسلمين-، فقال الشيخ رحمه الله تعالى: "هذا
وقت تجمع واتفاق، لا وقت تفرق واختلاف" ».
لقد كانت نظرته عالية تأبى النزول لمستويات متدنية، فهو لا يحب أن يضيع وقته في الخوض في سفاسف الأمور وجدالات لا تنتهي، وهو حريص على جمع الكلمة، وإشاعة المحبة، ونشر الأخلاق الفاضلة، لتقريب الشقة وإزالة الفرقة بين المسلمين..
- تواضعه، وقد يستشهد بأبحاث بعض تلامذته في كتبه، ويَذكرهم بالإسم، ويثني عليهم، فعن مثله يَجمل سماع كتاب "أخلاق العلماء" للآجري.
وله غير ذلك من المناقب والمزايا، وإنما المراد من هذه العجالة الإشارة إلى بعضها.
وكانت وفاته بعد مرض ألم به بمدينة الرياض، في شهر شعبان من سنة 1417 هـ /
فاللهم اغفر له، وارحمه، وارفع درجته.
-----------
(*) ذكر الشيخ
عبد الله بن الصديق في كتابه "سبيل التوفيق" (ص 90) اسم الشيخ عبد
الفتاح أبو غدة ضمن الآخرين عنه، معتزاً بكونه أحد تلامذته، وأثنى على تحقيقاته
بأنها قيّمة..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق